انتعش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في شهر أغسطس بعد بداية متعثرة، لينهي الشهر بمكاسب بنسبة 2.3%. يعكس ذلك الهبوط الذي شهده المؤشر في أوائل أغسطس، حيث انخفض بنسبة 6.1 % في جلسات التداول الثلاث الأولى. وعلى الرغم من التقلبات، حققت 71% من الأسهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب خلال الشهر، حيث ارتفع 52 منها بنسبة مضاعفة. وتصدرت شركة Kellanova الارتفاع بعد قبولها عرض شراء بقيمة 83.50 دولارًا أمريكيًا للسهم الواحد من شركة Mars، مما دفع سهمها للارتفاع بنسبة 38.6 % لهذا العام.
وكانت ستاربكس من بين أبرز الشركات الأخرى، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 21.3 % في أغسطس، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إعلان Brian Nicol عن تعيينه رئيسًا تنفيذيًا جديدًا للشركة. ومن المتوقع أن يقود نيكول، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة Chipotle Mexican Grill، يقود شركة ستاربكس Starbucks في اتجاه جديد بعد عام مليء بالتحديات واجهته لعملاق القهوة. وتجاوب المستثمرون بشكل إيجابي مع هذه الأخبار، مما أدى إلى ارتفاع السهم بنسبة 24 % في يوم واحد.
وفي الوقت نفسه، حققت شركة CrowdStrike Holdings أيضًا انتعاشًا كبيرًا بعد شهر يوليو الصعب، حيث تسبب تحديث البرنامج في انقطاع كبير في التكنولوجيا. وقد طمأنت الشركة المستثمرين من خلال تقرير أرباحها، والذي تضمن خفضًا طفيفًا في التوجيهات ولكنها حافظت على الاحتفاظ القوي بالعملاء، مما أدى إلى ارتفاع سهمها بنسبة 19.5%.
كما لعبت تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة السياسة الاقتصادية في جاكسون هول Jackson Hole Economic Policy Symposium دورًا حاسمًا في أداء السوق. فقد أشار باول إلى أن الوقت قد يكون مناسبًا لخفض أسعار الفائدة، مما يشير إلى بداية محتملة لدورة من التخفيضات تبدأ باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر. وقد اعتُبر ذلك بمثابة إشارة إيجابية للقطاعات ذات القيمة المرتفعة، والتي عادةً ما تستفيد أكثر من انخفاض أسعار الفائدة.
كانت مكاسب مؤشر S&P 500 مدفوعة بقطاعات مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والعقارات والرعاية الصحية، والتي شهدت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 5.8% و5.6% و5.0% على التوالي. تميل هذه القطاعات إلى تحقيق أداء جيد عندما يُرجح انخفاض أسعار الفائدة، حيث إن لديها مستويات أعلى من الديون مقارنة بالقطاعات الأكثر ثراءً بالنقد مثل التكنولوجيا.
وبالنظر إلى المستقبل، لا يزال السوق متفائلًا بحذر في ظل ترقب الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي. كما يراقب المستثمرون أيضًا الاجتماع القادم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث قد يؤدي أي قرار بخفض أسعار الفائدة إلى تعزيز القطاعات التي تعاني تحت وطأة ارتفاع تكاليف الاقتراض.